استقلال السنة بالتشريع

Abstract

فالبحث فى سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- من الأهمية بمكان؛ لا سيما بعدما رأيناه وما زلنا نراه ونشاهده من تهجمٍ على السنة النبوية، والانتقاص منها، بل ومحاولة هدمها كلية، فالسنة النبوية لها مكانتها فى التشريع الإسلامى؛ فهى المصدر الثانى بعد القرآن الكريم فى استقاء الأحكام.

والسنة النبوية حُفِظت ووثِقت من قبل أئمة أعلام، أفنوا حياتهم فى تمحيصها وتحريرها، ولمَّا كان القرآن الكريم يتضمن القواعد العامة للشريعة، جاءت السنة مبينة وشارحة، ومُفرِعة للجزئيات على الكليات، فالسنة النبوية لا مندوحة فى الاعتماد عليها فى تشريع الأحكام.

والسنة النبوية بالنسبة لما جاء فى القرآن الكريم إما مطابقة ومؤكدة لما جاء فيه، أو مبينة وشارحة لما أُجمل فيه، أو مخصصة لعامه، أو مقيدة لمطلقه، فأنى لدارس القرآن الكريم أن يعيه ويفهمه على حقيقته، وهو قد أهمل هذا البيان النبوى!!!

وتكمن إشكالية البحث فيما نشاهده في وقتنا الراهن من طعن في السنة، وتشكيك فيها، ومن أهداف البحث، بيان: هل استقلت السنة ببيان بعض الأحكام الشرعية التى لم ترد فى القرآن الكريم؟ أم أن هذه الأحكام التى بينتها السنة لها أصل شاهد لها فى القرآن الكريم؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه من خلال الصحائف التالية فى هذا البحث، ومنهج البحث: استقرائي تحليلي، ومن نتائج هذا البحث، استقلال السنة بالتشريع؛ باعتبارها أحد شقي الوحي.