معالم الإقتصاد الإسلامي في السنة النبوية
Abstract
السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم، فهي المفسرة والْمُبيٍّنة والشارحة لما تتضمنه آياته، وقد تنفردُ عنه بأحكامٍ تفصيليةٍ متممةٍ لِمَّا جاء فيه مجملاً، ومن تلك التشريعات الواردة في السنة النبوية ما يتعلق بالمعاملات المالية التي حُظيت بالذكر والتنبيه في كتاب الله.
ولبيان المنهج الرباني في علاج المشكلات الإقتصادية، كان لزاماً على الأمة الرجوع إلى الهدي النبوي ومعرفة الأصول العلمية التي إتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم لحل المعضلات الإقتصادية التي واجهته طول حياته، وهذا ما يستوجب الرجوع إلى هذا الهدى، خاصَّة مع إستفحال مظاهر التخلف الإقتصادي في أكثر بلدان العالم الإسلامي، فهذا السبيل الذي يُعطي لنا المعالم والهدايات التي تُفكك لنا هذا التخلف، وهذا بناءً على ما إستطاع الرسول صلى الله عليه وسلم فعله من بناء نظام إقتصادي متكامل.
فكان يجب النظر إلى سلوك رسول الله صلى الله عليه وسلم الإقتصادي كفردٍ من جهةٍ، وكراعٍ للأمة من جهةٍ أخرى، وهذا ضمن المنهج العلمي والعملي الذي جعل هذا السلوك يُحقق أهدافه التي ظهرت جلية في زمن النبوة وبعدها، وما صاحب ذلك من إصلاحاتٍ إقتصاديةٍ تُظهر حتمية مراجعة السنة؛ لإستخلاص الحلول منها، ثم تنزيلها على واقعنا المعاصر.