موازنة بين منهج المحدثين والمؤرخين في مرويات السيرة

Authors

  • أحمد حمدي محمد سلام جامعة الأزهر

Abstract

فإن السيرة النبوية المباركة علم من علوم الحديث الشريف، وجزء أصيل من مكوناته، فالسنة عند المحدثين هي: (ما أُثِرَ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلْقِيَّة أو خُلُقِيَّة أو سيرة، سواء كان قبل البعثة أو بعدها). لذا كانت أحداث السيرة النبوية حاضرة في تصانيف المحدثين بتفاصيلها، سواء سرد أحداثها أو ما يُستنبط من هذه الاحداث من عقائد، أو أحكام، أو أخلاق.

وربما أفرد المحدثون أبواب السيرة بتصانيف مستقلة، وفي كل هذا يروونها وفق ضوابطهم في التثبت، يُراعون أصول الرواية التي انفردوا بتأصيلها، وأصبحت مفخرة للأمة بين الأمم في توثيق علوم دينها.

كما أن السيرة هي أشرف مرحلة تاريخية مرت على البشرية، لذا لم تغب عن أقلام المؤرخين، فقد دونوا أحداثها وفق مناهجهم في التأليف، وبما أن المدارس التاريخية في التصنيف متعددة، فقد تعددت مناهج كتابة المؤرخين للسيرة، وتتفق هذه المدارس في بعض السمات، من أهمها التساهل، وعدم الالتزام بقواعد وأصول يلتزم بها المؤرخ في قبول الخبر، وإنما ركزوا على الجمع والاستيعاب، وإكمال صورة الحدث، بخلاف المنهج الحديثي الذي يقوم على التثبت.

وهذا هو لبُّ هذا البحث الذي سميته: "موازنة بين منهج المحدثين، ومنهج المؤرخين في مرويات السيرة"، وعرضت فيه بالتحليل لظاهرة في غاية الأهمية، وهي ظاهرة كثرة الضعف في أسانيد السيرة، وتحليل أسبابها، وبيان مظاهرها.

وقسمت البحث إلى ثلاثة مباحث:

أولًا: ملامح المنهج الحديثي في رواية السيرة الشريفة.

ثانيًا: ملامح المنهج التاريخي في رواية السيرة.

ثالثًا: أهمية تطبيق قواعد المحدثين على مرويات السيرة، ومنهج العلماء في تطبيق قواعد التحديث على رواية السيرة.

أولًا: ملامح المنهج الحديثي في رواية السيرة الشريفة.

اختلفت مناهج المحدثين في التعامل مع روايات السيرة حسب موضوع الرواية؛ فإن تعلقت بأصل من أصول الدين، أو أفادت حكمًا شرعيًا، فمَثَلُها عندهم مثل رواية السنن تمامًا بتمام: في التحري، والبحث عن عدالة الرواة وضبطهم، واتصال الإسناد، وانتفاء الشذوذ والعلة.

وذلك لأن السيرة عند المحدثين جزء لا  يتجزأ من السنة؛ فالسنة في اصطلاح المُحَدِّثِينَ: ما أُثِرَ عَنْ النَّبِيِّe من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلْقِيَّة أو خُلُقِيَّة أو سيرة، سواء كان قبل البعثة أو بعدها(.

ولذلك أفرد المحدثون السيرة النبوية بالتأليف كما فعل عروة بن الزبير، وأبان بن عثمان، وشرحبيل ابن سعد، وابن إسحاق، وموسى بن عقبة، وغيرهم.

وقد يُفردون لها أبوابًا من كتب السنة، كأبواب المغازي والسير، والجهاد، والمناقب، وفضائل الصحابة y، ونحو ذلك.

Downloads

Published

2022-01-03